بسم الله الرحمن الرحيماتق الله حينما تكتب فرب كلمة تكتبها أوبقت دنياك وأخرتك ،
ورب كلمة إحتقرتها
هي عند الله عظيمة ،
فكم من أناس يسرحون ويمرحون
ورب الكون يمقتهم لأمر ظنوا ببئسهم
أنه هين ولكنه عند الله عظيم..
كم من كاتب على أعراض المسلمين جثى
وصال وغلى ثم جفى ،
ثم زاد القيح ضرباً ثم بالحقد اكتوى ،
ثم عاد وماد ثم ناد وتماد
ثم صب الكلام على قلوب الموحدين صبا ً
ثم نوصح فأبى وعوتب فتمطى
فلما تخطى الوصال خدره
تداعى عليه الصالحون بالثبور
فخسر الطيبين واكتسب سفه الشياطين ..
أخي الحبيب ليس رص الكلمات الجوفاء
صنيع للكتاب أو حرفة لأولي الألباب ،
فذاك سفه يشقى به صاحبه في الدنيا قبل الآخرة ، فالحروف صنعة الرحمان
فهو الذي يعطي الحكمة من يشاء ،
فقل من بالحكمة تمسك
والناس في هذا الأمر على ضربين
أو لنقل على فسطاطين
تأسياً بحبيبنا المجاهد ..
ضرب أراد صلاح بتعابيره
وضرب تمادى في غيه ،
فالأخير خاسر لا محال
والأول هو سيد في كل حال
فحذاري حذاري من مصائد الشيطان
حتى لا يوقعك في ظلمات الكبر فتشقى
وفي مدلهمات الحسرات فتعرى ،
وتذكر بأن الله مطلع عليك بذاته ،
إنزع الكلمات العذبة من قواميس الحياء فسطرها
واجعل عيون القارئ بفيض حنانك يعاينها
ثم شده بلمسة الحب الدخيل من مقلتيه إلى سويداء قلبه ، فتتهلل لذلك أسارير وجهه فيضخ قلبه الطيب دماء المودة ومياه المحبة فتزداد حسناتك بدعوته لك ،
فإن كسب القلوب ليس بالهين اللين ومن ذلك قلوب الموحدين ، فهي عامرة بنور الإيمان ومدمنة على تتبع جماليات القران فإن سُددت رميتك ولامست تلك القلوب فهنيئاً لك محبة الصالحين ، فسوف تكسب بذلك أرواح قد شبعت بلاإله إلا الله ،
فذاك أخي الحبيب فوز ليس وراءه فوز
وتذكر بأن من الكلمات من تقول لصاحبها دعني وشأني
والله المستعان على ما تصفون
وأخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين